من مذاكرات خادم

حكايتي اليوم أعجب من أن يصدقها عقل ولكن للأسف هذا ما حدث ولست ادري كيف حدث ؟
هل هو القدر آم أنها سنه الحياة آم هو واقع يعيشه البعض منا ؟
بالحقيقة لست ادري ولكن سوف احكي لكم ما عايشته وما حدث معي وأتمني أنترأفوا بي فأني لست سوي شخص خاطئ بائس دائما يشعر بثقل ومرارة الخطية وينتظر عون الرب .
+ بدأ اليوم كأي يوم أخر في حياتي المريضة بالخطية فامضي يومي بل و حياتي متهاوناً في علاقتي مع سيدي الذي مات لأجلي علي خشبة الصليب واستيقظ متأخرا كما اعتدت وأجهز للخروج إلي دراستي أو عملي كحسب يومي وكالعادة نسيت أن اصلي في الصباح واشكر ربي علي مرور الليل بسلام وانه حفظني من كل ضربات الشرير وجعلني مستحقا أن انظر نورا الصباح ويشرق عليا بنوره ولكن فلا عجب “ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ ( متي 5 : 45 ). “ومع ذلك أري ذاتي كأفضل ما يكون وليس هناك ما يضاهيني قداسة وبراءة وارى أخوتي خطاة يميلون إلي الخطية دائما فذلك يزني وذلك يسرق وذلك ويا للعجب .. مهمل في حياته الروحية ويهمل علاقته بسيده .. وهذا يميل للسب ونظراته شريرة للغاية وأنا .. ومن أنا .. أنا الملاك الطاهر الذي لا يفعل شرا ألا نادرا يا ليت لدي أجنحة لفردتها وطرت بعيدا عن مثل هؤلاء الأشرار الخطاة ولكن هذا ليس موضوعنا عذرا علي الاستطراد الذي أن دل فهو يدل علي غروري بذاتي ومحاولاتي المستميتة لتبرير ظروفي الواهنة التي أتمسك بها كي تحول بيني وبين ذاتي التي تأنبني بين الحين والأخر علي سقطاتي وضعفي أمام الخطية وإدانة الأخر وعدم الاهتمام بخدمتي التي قدمها لي سيدي كي التفت إلي خلاص نفسي ومساعدة أخوتي علي قدر الامكان … كفي استطراد من الواضح أني لا أستطيع أن أتوقف عن هذه العادة ألاثمة فلنرجع إلي موضوعنا .. كان اليوم هو الأحد وكنت اعشقه حيث أني أتلاقي مع أطفالي في الخدمة واشرح لهم درس اليوم و نرنم سويا ونصلي معا ونلعب معا أيضا واشعر بالفرح وأنا ارئ براءتهم الجميلة ومرحهم الظاهر في لعبهم معنا وكانت لدي طفلة مدللة عزيزة علي قلبي في فصل الملائكة أحبها حبا جما اشعر دائما أنها ابنتي الصغيرة بالفعل وكانت تلعب دائما مع الأطفال في مرح وتشعر أنها آنسة صغيرة تمتلئ بالحيوية والنشاط دائما وكانت وديعة للغاية عندما تراها تشعر انك تنظر لملاك برئ نقي وكان لخدمتي شقين شق لخدمة الأطفال وشق لنوع أخر من ال … سوف تعرفونه لاحقا لا داعي للعجلة وكنت في الشق الأول الخاص بخدمتي أتهاون فانا اذهب مثلي مثل بروفسيور الجامعة أدلي بمعلوماتي للأطفال ونقوم بتقديم الترانيم والصلاة في يوم الاجتماع نفسه كما أوضحت سابقا وارحل بلا صلاة لأجلهم خاصة في حياتي بلا خدمة افتقاد قوية بلا روح الخدمة ويا للأسف شأني شأن القلة القليلة جدا من أخوتي الخدام الذين قد يهملون الخدمة ويرونها كأنها جزء يسير وصغير في حياتهم ولكن حدث في هذا اليوم ما قلب حياتي رأسا علي عقب فلقد وصل إلينا خبر غريب وهو عن سرقت 70 جنيها ذهبيا من شخصا ما .. وبعد التقصي والتحري عرفنا الشخص المسئول عن هذه السرقة ألاثمة وأخذها صديقي الخادم باسم كي يقوم بالاحتفاظ بها لحين الانتهاء من الاجراءت القانونية التي نتخذها عادة ولكني لاثم نفسي كنت اظنه سوف يأخذها لنفسه ولن يبلغ عنها القيادات المسئولة ولكني أرجح أن هذا حدث لميلي لذلك .. فها هوذا علم الإسقاط النفسي يفضح أمر نفسي ألاثمة التي تبغي السرقة في الباطن وتترفه عنها في الظاهر .. وبعد ذلك كنا في خدمتنا العادية لمدارس الأحد فإذا بالطفلة التي أحبها حبا جما واعتبرها ابنتي الصغيرة قد سرقة العملات الذهبية من صديقي باسم ولذلك كانت مستوجبة الحكم إمام المجتمع وكان الحكم الرهيب السائد هو الدخول لغرفة صغيرة معدنية كئيبة الشكل تمتلئ بفتاحات صغيرة من الداخل وتغلق علي من قام با إثم أو خطية ما ولا يظهر ما بداخلها إلا بضعة سنتمترات قليلة لا تكفي لرؤية إلا شريط بالطول صغير ممن هم بالداخل ولها جهاز تحكم عبارة عن ستة مفاتيح كهربائية خمسة منفردون و مفتاح كبير خاص بذاته سوف نعرف ماهيته لاحقا
وجاء وقت تنفيذ الحكم الرهيب فأخذت أفكر بيني وبين نفسي كيف يمكننا أن نحكم علي هذه الصغيرة التي أحبها قد يكون ما حدث خارج عن نطاق أرادتها فهي طفلة صغيرة بائسة لا تدري أن ما فعلته يعد سرقة شنيعة وخطية يعاقب عليها فها هي تبدوا سعيدة مرحة تضحك ولا تدري عما ينتظرها من مصير رهيب وحكم لابد أن يسدد .. ولكن مهلاهل أدافع عنها لأني أحبها بالفعل ؟ ولا أريد لها هذا ؟ آم هي بريئة لأنها طفلة لأتعرف ما فعلته ؟ آم إني أدافع عن نفسي ألاثمة التي تستحق الموت وأتصنع لها الأعذار لأجل تهاونها ؟ وااجل دائما توبتها .
يا الهي أنقذني مما أنا فيه فاني في حيرة من امرى واجد نفسي أتخبط في غرفة مظلمة مثل التي يقودون إليها ألاثمة ألخطاه .. يا الهي أني لا استحق ذلك .. ولكن كيف لا استحق أني أجد نفسي مستحقا أكثر من هذا ولكن هذه الطفلة الصغيرة كيف أستطيع الحكم عليها ؟ وتعريضها لهذا المصير والحكم الصعب ؟ قد تكون أخطأت بلا علم آم أني رجعت لمبدأ الإسقاط وما هذه الطفلة الصغيرة إلا نفسي البائسة التي أحبها وأتصنع لها الأعذار .. يا الهي رحمتك ..
وواجهت أصدقائي القائمين علي تنفيذ الحكم معي وأخذت أدافع عن الصغيرة باستماتة واطلب منهم إرجاء تنفيذ الحكم إلي حين استشارة رئيس خدمتنا المسئول عنها ولكنهم اخبروني انه لا استقصاء أو تميز في الحكم ولابد من تنفيذه وألا سوف تكون العواقب وخيمة للغاية أكثر صعوبة من تنفيذ العقوبة الرهيبة في هذه الطفلة البائسة ولم يلتفتوا لي البته .. وحانت اللحظة والتنفيذ لهذه المهمة البغيضة واتينا بها مع بعض الأطفال الذين قاموا أيضا بخطايا أخري مختلفة وأدخلناهم إلي الغرفة الحديدية وها هي تضحك منا وتظن إننا نلاعبها لعبة ما والأطفال يتسامرون معا ولا يدرون ما هو مزمع أن يحدث لهم .. وأغلقنا عليهم الباب الحديدي الضخم ولم يظهر منهم إلا جزء يسير من الفتاة وهي تضحك وتقف خلف الباب منتظرة أن نقوم بفتحه لها كي تلعب من صاحبتها الأخريات وأصدقائها فهي بائسة لاتدري ما يحدث حولها وما سوف يكون وذهب صديقي باسم إلي أمر ما لأنه كان مشغول بأمر أخر لتعدد خدماته في الكنيسة وأصبحت وحيدا لا يوجد غيري لتنفيذ الحكم وشخص أخر لا نثق به البتة حيث انه كان مستهترا وأيضا مزمع أن ينفذ هو الحكم ولكني أقصيته فلا أريد أن يتألم هؤلاء الأطفال البؤساء أو يعانوا يا الهي قلبي يتمزق آلما إني أحب هذه الفتاة حبا جما اشعر أنها ابنتي الصغيرة ما هذا ؟ كيف أكون مسئول عن تنفيذ هذا الحكم البشع أنا … أنا الذي أحبها واراها كأبنتي الصغيرة المدللة ولكني لو تأخرت أو تركت الأمر لقام به الشخص الأخر الذي قد يسبب اكبر معاناة وألم لهؤلاء الأطفال وأنا لا أريد لها ذلك ولن اسمح بحدوثه أبدا فتوجهت إلي جهاز التحكم الخاص بالغرفة الحديدية و أنزلت المفاتيح الخمسة و الألم يعتصر قلبي بقسوة يا لهذا الألم الغير رحيم فليزداد قسوة وأموت ألان .. لكن مهلا فليدعني أقوم بمهمتي البغيضة أولا .. كي لا يقوم بها الشخص الأخر وأزيد من معاناتهم .. وبعد ذلك أريد أن أموت فلا رغبة لي في الحياة بعد ألان .. الحياة التي يتواجد بها مثل هذه القسوة البالغة .. وبدا تنفيذ الحكم البشع و اخذ بتسرب الغاز الثقيل في الغرفة الحديدية المليئة بالأطفال واسمعهم يتضاحكون ويظنون أننا نقوم بحيلة ما لإخافتهم ليس ألا .. والألم يعتصر قلبي أكثر وأكثر وانتظرت بضعة لحظات مرت ثقيلة للغاية كأنها ملايين السنين تتعاقب واشعر بعيناي تدوران في محجرهم وتمالكت نفسي و أنزلت المفتاح الأخير فسمعت دوي السنة اللهب القوي وهو ينتشر في الغرفة ويحرق الأطفال أحياء و بمنتهي القسوة والبشاعة فهذه هي مهنتي أن أقوم أنا الخاطئ بحرق المخطئون أحياء عقابا علي خطيتهم وسمعت صراخ الأطفال وخاصة صراخ الطفلة الصغيرة التي أحبها يمزق أذاني وقلبي وكياني .. وتمزقت كليا من الألم والصدمة وتوقف الصراخ وتوقف أيضا قلبي عن الصراخ والشعور وأحسست بالضياع وتلاشت الأرض من تحت قدماي و .. استيقظت فزعاً
يا الهي .. شكرا لرحمتك الغنية أن هذا مجرد حلم بل هو كابوس بشع بكافة المقاييس .. شكرا لمراحمك الواسعة التي تحتوي بداخلها الجميع , ولكن كيف أستطيع المعايشة مع هذه الألم التي شعرت بها وشعور أن تقتل شخص تحبه بيدك ولا يكون هناك مفر من ذلك وكيف عن طريق الإحراق حيا العقوبة التي اختارها الرب لكي يجازي بها ألاثمة والخطاة بنفسه .. !! كيف أخذت دوره في حلمي أنا البائس الحقير ؟ آم هو ضعفي وخطاياي هما من فعلوا بي هذا ؟ فها أنا أدين الآخرين وارى ما بهم من خطايا وضعف في علاقتهم مع الرب واضحك ساخرا بيني وبين نفسي و أتغاضي عن شروري وقباحة نفسي ألاثمة فها أنا أدافع عن الفتاة الصغيرة كما أدافع عن روحي الشقية من نار الرب المزمعة أن تأتي لتهلكني لكثرة خطاياي وذنوبي بل و الأكثر من هذا والذي اكتشفته لاحقا أني حقا اقتل هؤلاء الأطفال بتهاوني معهم في علاقتي مع الرب وبقلة صلاتي لأجلهم وبقلة افتقادي لهم فها أنا البائس الحقير دعي عليا خادما للأطفال ولكني لست مستحقا التراب الذين يمشون عليه أو يسقطون عليه في أثناء لعبهم والذي أعطاني الهي نعمة الخدمة لكي أكون خادما لهم أتهاون في خدمتي وصلاتي لأجلهم فلا اذكرهم بالاسم في صلاتي متعلل بالعديد من المشغوليات التي في حياتي التي أن نظرت إليها لوجدتها تافهة في مقابل خدمة قدمها لي الهي ومخلصي يسوع المسيح واضعف في اهتمامي بهم فأكون مسئولا عن إنشاء جيلا ضعيف خائر العزيمة في علاقته مع الرب مثلي .. جيل قليل الافتقاد قليل روح الصلاة .. قاده حظه العاثر لخادم لا يهتم ألا بإيصال المعلومات الثقافية والإنشائية ولا يهتم بالصلاة لهم أو الافتقاد أين اذهب من أمام الرب عندما يسألني عن هؤلاء الأطفال وأين مصيرهم ألان ؟ ما وجه الاستفادة والمساعدة التي قدمتها لهم ؟ يا الهي أين اهرب من محضرك في يوم الدينونة الرهيب الذي مزمع أن يأتي ؟ وسوف يأتي عاجلا آم أجلا هل تكفي نار جهنم للتكفير عن خطيتي وتقصيري ؟ أين مصير أولادي الذين قمت بخدمتهم وهل خدمتهم بالحقيقة ؟ كيف أقف أمامك ؟ أين اهرب منك حين تسألني علي الأطفال الذي أعطيتني شرف خدمتهم ؟ ماذا أقول حين تسألني عن وزناتي وماذا فعلت بها هل أخفيتها في التراب ؟ آم فقدتها ؟ آم ضاعفتها ؟
أرجوك يا الهي اعطني فرصة أخري وليكن ما حدث معي ميثاقا وعهدا ارتبط به ويتجدد قلبي وأتغير وأكون الخادم الذي يصل بأولادك إلي بر الأمان ساعدني ولا تتركني من يداك القويتان لكي حين امثل بين يديك وتسألني عن أولادك أقول لك ها أنا يارب والأطفال الذي أعطيتني إياهم لم يهلك منهم احد إلا ابن الهلاك أرجوك يا سيدي المصلوب لأجل ألخطاه مثلي أديني النعمة والانسحاق اللازم لخدمتي ابعد عني عدو كل خير فاني ضعيف وخاطئ أنا .. يا الهي أنا رماد والي الرماد اشتاق واحن أرجوك يا مخلصي الصالح بدل طبيعتي الرمادية وغير قلبي الممتلئ بالشرور واللامبالاة أرجوك ألهب بداخلي روحك القدوس لكي أكون كما ينبغي أن أكون الخادم القادر علي إيصالك للأطفال وليس مجرد كلام أو معلومات إنشائية اطلب منك يا سيدي أن تكون معي في كل يوم أقف فيه أمام الأطفال وأنت الذي تتكلم وليس أنا .. أمين انك تسمع وتستجيب
